المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1364 (36) ومن سورة الليل

[ 2929 ] عن علقمة قال : قدمنا الشام ، فأتانا أبو الدرداء فقال : أفيكم أحد يقرأ علي قراءة عبد الله ؟ فقلت : نعم أنا ، قال : فكيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية : والليل إذا يغشى [ الليل : 1 ] قال : سمعته يقرأ : والليل إذا يغشى والذكر والأنثى ، قال : وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ، ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ : وما خلق [ الليل : 3 ] فلا أتابعهم .

رواه أحمد (6 \ 451) ، والبخاري (4943) ، ومسلم (824) (282) ، والترمذي (2939) .


(36) ومن سورة والليل إذا يغشى

قراءة عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء - رضي الله عنهما - (والذكر والأنثى) ليست قرآنا ، هكذا بإجماع الصحابة والمسلمين بعدهم ، واتفاق المصاحف على خلافها ، وأن القراءة المتواترة : وما خلق الذكر والأنثى وبقي عبد الله وأبو الدرداء على ما سمعاه ، وأبيا أن يقرآ على قراءة الجماعة . وعليهما في ذلك إشكال ، وعلى قراءتهما يكون الذكر : هو آدم ، والأنثى : حواء ، وهو المقسم [ ص: 431 ] بهما ، وعلى قراءة الجماعة : المقسم به : ما خلق ، وهو بمعنى الذي ، ويعني به الخالق . وقد قيل : يعني بذلك المصدر ، فكأنه قال : وخلق الذكر والأنثى ، وعلى هذا فيكون الذكر والأنثى يراد به النوع كله ، والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية