المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
541 [ 283 ] وعن أبي هريرة ; قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل عليه ، أخرج منه شيء أم لا ، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا .

رواه أحمد ( 4 \ 414 ) ، ومسلم ( 362 ) ، وأبو داود ( 177 ) ، والترمذي ( 74 و 75 ) .


(36) ومن باب الذي يخيل إليه أنه خرج منه حدث

(قوله : " إنه يجد الشيء في الصلاة ، قال : فلا ينصرف ") بظاهر هذا قال الحسن البصري ، قال : إن كان في الصلاة لم يفسد ، وإن كان في غيرها أفسد .

[ ص: 608 ] وقد روي مثله عن مالك ، وذهب أكثر أهل العلم إلى أن الشك غير مؤثر في الطهارة ، وأنه باق على طهارته ما لم يتيقن حدثا . وذهب إليه الشافعي ، وأبو حنيفة ، وأحمد بن حنبل ، وهي رواية ابن وهب والأسلمي عن مالك ، إلا أن في رواية ابن وهب أنه استحب منه الوضوء ، وذهب مالك في المشهور عنه إلى أنه يفسده ، وسبب الخلاف تقابل يقيني الطهارة والصلاة ، وخص بعض أصحابنا هذا الحديث بالمستنكح ; لأنه قال فيه : " شكي إليه " ، وهذا لا يكون إلا ممن يكون ذلك عليه كثيرا . قال ابن حبيب : هذا الشك المذكور في الحديثين في الريح دون غيره من الأحداث .

التالي السابق


الخدمات العلمية