المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
606 (8) باب

ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة

[ 315 ] عن أنس بن مالك قال : صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان ، وكانوا يستفتحون بـ الحمد لله رب العالمين لا يذكرون " بسم الله الرحمن الرحيم " في أول قراءة ولا في آخرها .

رواه أحمد ( 3 \ 223 )، والبخاري ( 743 )، ومسلم ( 399 ) ( 52 )، وأبو داود ( 782 )، والترمذي ( 246 )، والنسائي ( 2 \ 133 و 135 ) .


[ ص: 31 ] (8) ومن باب : ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة

اختلف الفقهاء في ذلك ; فمن قال هي من الفاتحة كالشافعي وأصحاب الرأي قرأها فيها ، ومن لم ير ذلك كالجمهور فهل تقرأ في الصلاة أو لا ؟ وإذا قرئت فهل يجهر بها مع الحمد أو يسر ؟ فمشهور مذهب مالك أنه لا يقرؤها في الفرائض ويجوز له أن يقرأها في النوافل تمسكا بالحديث ، وعنه رواية أخرى أنها تقرأ أول السورة في النوافل ولا تقرأ أول أم القرآن . وروى عنه ابن نافع ابتداء القراءة بها في الصلاة الفرض والنفل ، ولا تترك بحال . وأما هل يجهر بها ؟ فالشافعي يجهر بها مع الجهر ، وأما الكوفيون فيسرونها على كل حال ، والصحيح أن البسملة ليست آية من القرآن إلا في النمل خاصة فإنها آية هناك مع ما قبلها بلا خلاف ، وأما في أوائل السور وفي أول الفاتحة فليست كذلك لعدم القطع بذلك ، ومن ادعى القطع في ذلك عورض بنقيض دعواه ، وقد اتفقت الأمة على أنه لا يكفر نافي ذلك ولا مثبته ، والمسألة مستوفاة في الأصول والخلاف .

[ ص: 32 ] وقوله " لا يذكرون " يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر وعمر ، وهذا يدل على اعتنائه وشدة فهمه بها . و " لا يذكرون " : لا يقرؤونها بحال ، وإلى هذا استند مالك في مشهور قوله ، وإلى العمل المتصل عندهم بالصلاة وأحوالها .

التالي السابق


الخدمات العلمية