المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
607 (9) باب

حجة من قال : البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة

[ 316 ] عن أنس قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة ، فقرأ :بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر [ الكوثر : 1-3 ] ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل ، عليه خير كثير ، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم ، فأقول : رب إنه من أمتي ! فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك .

زاد في رواية : بين أظهرنا في المسجد . وفيها : ما أحدث بعدك .

رواه البخاري ( 4994 )، ومسلم ( 400 ) ( 53 )، وأبو داود ( 4747 و 4748 )، والترمذي ( 3357 )، والنسائي ( 1 \ 133 - 134 ) .


(9) ومن باب : حجة من قال البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة

من حديث أنس أيضا :

قوله " أغفى إغفاءة " ; أي : أخذته سنة ، وهي النوم الذي في العين ، وهذه الحالة التي كان يوحى إليه - صلى الله عليه وسلم - فيها غالبا .

[ ص: 33 ] وقوله “ آنفا " أي الساعة .

وقوله " الكوثر " جاء تفسيره هنا : نهر في الجنة ، وفي غير هذا الحديث : هو الخير الكثير ، قال : وذلك النهر منه .

وقوله " يختلج العبد منهم " ; أي يستخرج وينتزع .

التالي السابق


الخدمات العلمية