المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
738 (29) باب

النهي عن القراءة في الركوع والسجود

[ 377 ] عن ابن عباس ، قال : كشف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الستارة ، والناس صفوف خلف أبي بكر ، فقال : أيها الناس ! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا ، فأما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ، فقمن أن يستجاب لكم .

وفي رواية : كشف الستر ورأسه معصوب ، في مرضه الذي مات فيه ، قال : اللهم هل بلغت . ثلاث مرات : إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح ، أو ترى له .

رواه أحمد (1 \ 219)، ومسلم (479)، وأبو داود (876)، والنسائي (2 \ 189)، وابن ماجه (3899) .


[ ص: 85 ] (29) [ ومن باب : النهي عن القراءة في الركوع والسجود ]

قوله : أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا فيه في الدعاء . مذهب الجمهور : كراهة القراءة والدعاء في الركوع ، وقال الشافعي والكوفيون : يقول في الركوع : سبحان ربي العظيم ، وفي السجود : سبحان ربي الأعلى ; اتباعا لحديث عقبة ، وكلهم على استحباب ذلك . وذهب بعضهم إلى وجوب ذلك في الركوع والسجود ، وذهب إسحاق وأهل الظاهر إلى وجوب الذكر فيهما دون تعيين ، وأنه يعيد الصلاة من تركه . وفي المبسوط عن يحيى بن يحيى ، وعيسى بن دينار من أئمتنا ، فيمن لم يذكر الله في ركوعه ولا سجوده : [ ص: 86 ] أنه يعيد الصلاة أبدا . وقد تأول المتأخرون من أصحابنا ذلك عليهما تأويلات بعيدة .

وقوله : فقمن - بفتح القاف والميم - ; ومعناه : حقيق وجدير ، ويقال : قمن بكسر الميم ، وقمن بالفتح : مصدر ، وغيره نعت ; يثنى ويجمع .

ومبشرات النبوة : أول ما يبدو منها ، مأخوذ من تباشير الصبح وبشائره ، وهو أول ما يبدو منه . وهذا كما تقدم من قول عائشة : أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم .

التالي السابق


الخدمات العلمية