المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
754 [ 386 ] وعن ربيعة بن كعب الأسلمي ; قال : كنت أبيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتيته بوضوئه وحاجته ، فقال لي : سل فقلت : أسألك مرافقتك في الجنة. قال : أوغير ذلك ؟ قلت : هو ذاك ، قال : فأعني على نفسك بكثرة السجود .

رواه أحمد (4 \ 57 و 58)، ومسلم (489)، وأبو داود (1320)، والنسائي (2 \ 227 - 228) .


وقوله في حديث ربيعة : أو غير ذلك ; رويناه بإسكان الواو من أو ، ونصب غير ; أي : أو : سل غير ذلك ; كأنه حضه على سؤال شيء آخر غير مرافقته ; [ ص: 94 ] لأنه فهم منه أن يطلب المساواة معه في درجته ، وذلك مما لا ينبغي لغيره . فلما قال الرجل : هو ذاك ; قال له : أعني على نفسك بكثرة السجود ; أي : الصلاة ; ليزداد من القرب ورفعة الدرجات ، حتى يقرب من منزلته ، وإن لم يساوه فيها . ولا يعترض هذا بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه حذيفة ليلة الأحزاب : ألا رجل يأتيني بخبر القوم ; جعله الله معي يوم القيامة ; لأن هذا مثل قوله تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية [ النساء : 69 ] ; لأن هذه المعية هي النجاة من النار ، والفوز بالجنة ، إلا أن أهل الجنة على مراتبهم ومنازلهم بحسب أعمالهم وأحوالهم . وقد دل على هذا أيضا قوله - عليه الصلاة والسلام - : المرء مع من أحب ، وله ما اكتسب .

التالي السابق


الخدمات العلمية