المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
764 [ 391 ] وعن عمرو بن الحارث ; قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد يجنح في سجوده حتى يرى وضح إبطيه .

وفي رواية : كان إذا سجد فرج يديه عن إبطيه ، حتى إني لأرى بياض إبطيه .

رواه أحمد (5 \ 345)، ومسلم (495) (236) .


[ ص: 96 ] (32) ومن باب : كيفية السجود

قوله في حديث أنس : ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ; انبساط : مصدر - على غير مصدر - يبسط ، لكن لما كان انبسط من بسط ; جاء المصدر عليه ; كقوله : والله أنبتكم من الأرض نباتا [ نوح :17 ] كأنه قال : أنبتكم ، فنبتم نباتا . ومثل هذا الحديث نهيه - عليه الصلاة والسلام - أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السبع ، ولا شك في كراهية هذه الهيئة ، ولا في استحباب نقيضها ، وهي التجنيح المذكور في الأحاديث بعد هذا من فعله - عليه الصلاة والسلام - ، وهو التفريج والتخوية . والحكمة في كراهية تلك واستحباب هذه : أنه إذا جنح كان اعتماده على يديه فيخف اعتماده على وجهه ، ولا يتأثر أنفه ، ولا جبينه ، ولا يتأذى بملاقاة الأرض ، فلا يتشوش هو في الصلاة ، بخلاف ما إذا بسط يديه فإنه يكون اعتماده على وجهه ، وحينئذ يتأذى ، ويخاف عليه التشويش . ووقع في رواية السمرقندي : [ ص: 97 ] يجنح ، مخففا ، ولا معنى له ، بل الصواب التشديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية