المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
784 [ 402 ] وعن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه ، فإن أبى فليقاتله ، فإن معه القرين .

رواه أحمد (2 \ 86)، ومسلم (506)، وابن ماجه (955) .


(35) ومن باب : منع المصلي من مر بين يديه

قوله في حديث أبي سعيد : فإن أبى فليدفع في نحره ; أي : بالإشارة [ ص: 105 ] ولطيف المنع ، فإن أبى فليقاتله ; معناه : يزيد في دفعه الثاني ، ويشتد في مدافعته ، ويغلظ له ; كما فعل أبو سعيد . وأجمعوا : على أنه لا يلزمه مقاتلته بالسلاح ; لأن ذلك مخالف لما علم من قاعدة الإقبال على الصلاة ، والاشتغال بها والسكون فيها ; ولما علم من تحريم دم المسلم وعظم حرمته ، ولا يلتفت لقول أخرق متأخر ، لم يفهم سرا من أسرار الشريعة ، ولا قاعدة من قواعدها

وقوله : فإنما هو شيطان ; أي : فعله فعل الشيطان إذا أبى إلا التشويش على المصلي . ويحتمل أن يكون معناه : أن الحامل على ذلك الفعل هو الشيطان . ويدل عليه قوله في حديث ابن عمر : فإن معه القرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية