المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
787 [ 405 ] وعن سلمة وهو ابن الأكوع ، أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه ، وذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتحرى ذلك المكان ، وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة .

رواه أحمد (4 \ 54)، ومسلم (509) (263) .


وقوله في حديث ابن الأكوع : كان يتحرى الصلاة عند الأسطوانة . [ ص: 108 ] يتحرى : يقصد ويتعمد ، ومنه قوله تعالى : فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا [ الجن : 14 ] ; أي : قصدوا . والأسطوانة : السارية . ولا خلاف في جواز الصلاة إليها ، إلا أنه يجعلها في حاجبه الأيمن أو الأيسر ، ولا يصمد إليها صمدا ، وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك كان يفعل ، على ما رواه أبو داود ، ولعل هذا كان أول الإسلام ; لقرب العهد بإلف عبادة الحجارة والأصنام ، حتى تظهر المخالفة في استقبال السترة ; لما كانوا عليه من استقبالهم تلك المعبودات ، فأما الصلاة بين الأساطين ، فاختلف العلماء ومالك في إجازته وكراهيته إلا عند الضرورة . وعلة المنع : أن الصفوف منقطعة بالأساطين ; ولأنه روي أنه مصلى الجن المؤمنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية