المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
794 (37) باب

اعتراض المرأة بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة

[ 408 ] عن عروه ، قال : قالت عائشة : ما يقطع الصلاة ؟ قال : فقلنا : المرأة والحمار . فقالت : إن المرأة لدابة سوء ! لقد رأيتني بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معترضة ، كاعتراض الجنازة ، وهو يصلي .

وفي رواية : فقالت عائشة : قد شبهتمونا بالحمير والكلاب ، والله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي وإني على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة ، فتبدو لي الحاجة فأكره أن أجلس ، فأوذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأنسل من عند رجليه .


وفي رواية أخرى : لقد رأيتني مضطجعة على السرير ، فيجيء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيتوسط السرير ، فيصلي ، فأكره أن أسنحه ، فأنسل من قبل رجلي السرير ، حتى أنسل من لحافي .

وفي أخرى : قالت : كنت أنام بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي ، وإذا قام بسطتهما . قالت : والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح .

رواه أحمد (6 \ 148 و 225)، والبخاري (382 و 513)، ومسلم (512) (269 و 270 و 271 و 272)، وأبو داود (711 - 714)، والنسائي (1 \ 101 - 102)، وابن ماجه (956) .


(37) ومن باب : اعتراض المرأة بين يدي المصلي

قول عائشة : فأكره أن أسنحه ; أي : أظهر له ; كما جاء في الرواية [ ص: 111 ] الأخرى : فأكره أن أجلس فأوذيه ، يقال : سنح لي الشيء : إذا اعترض لي ، ومنه : السانح من الطير في عيافة العرب .

وقولها : فإذا سجد غمزني ; تعني : عضني بيده ; وذلك لعدم المصابيح ، كما قالت ، ولو كان هناك مصباح لرأت سجوده وقيامه ، ولما كان يحتاج إلى غمزها .

التالي السابق


الخدمات العلمية