المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
867 [ 447 ] وعن أنس بن مالك ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة ، فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ، ولا تعجلوا عن عشائكم .

رواه أحمد (3 \ 161)، والبخاري (672)، ومسلم (557)، والترمذي (353)، والنسائي (2 \ 111) .


وقوله : إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به : هذا الحديث محمول على من كان محتاجا للطعام من صائم أو نحوه . وقد دل على صحة هذا التأويل : ما زاده الدارقطني في هذا الحديث من طرق صحيحة ; وذلك قوله : إذا حضر العشاء وأحدكم صائم فابدؤوا به قبل أن تصلوا . ولو لم تصح هذه [ ص: 164 ] الزيادة لكان ذلك معلوما من قاعدة الأمر بحضور القلب في الصلاة ، والإقبال عليها ، والنهي عما يشغل المصلي في صلاته ويشوشها عليه ، ولا تشويش أعظم من تشويش الجائع عند حضرة الطعام .

وإلى الابتداء بالطعام على الصلاة ذهب الشافعي ، وابن حبيب من أصحابنا ، والثوري ، وإسحاق ، وأحمد ، وأهل الظاهر ، وروي ذلك عن عمر ، وابن عمر ، وأبي الدرداء . وحكى ابن المنذر عن مالك : أنه يبدأ بالصلاة ، إلا أن يكون الطعام خفيفا .

وفي هذا الحديث ما يدل على أن وقت المغرب موسع ، وهي إحدى الروايتين عن مالك ، وسيأتي ذلك إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية