المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
873 [ 452 ] ومن حديث أبي هريرة : فلا يقربن مسجدنا ، ولا يؤذنا بريح الثوم .

رواه أحمد (2 \ 264 و 266)، ومسلم (563)، وابن ماجه (1015) .


وقوله : فلا يقربنا ولا يصلي معنا : يدل على أن مجتمع الناس حيث كان لصلاة أو غيرها ; كمجالس العلم والولائم وما أشبهها ، لا يقربها من أكل الثوم وما في معناه ; مما له رائحة كريهة تؤذي الناس ، ولذلك جمع بين الثوم والبصل والكراث في حديث جابر . وتسمية الثوم : شجرة ، على خلاف الأصل ، فإنها من البقول ، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى : بقلة .

والشجر في كلام العرب : ما كان على ساق يحمل أغصانه ، وما ليس كذلك [ ص: 167 ] فهو نجم ، وهو قول الهروي وغيره من اللغويين ، وهو المروي عن ابن عباس وابن جبير في قوله تعالى : والنجم والشجر يسجدان [ الرحمن : 6 ] وهذا كله ما دامت هذه البقول غير مطبوخة ، فأما لو طبخت ، فكما قال عمر - رضي الله عنه - : فمن أكلهما فليمتهما طبخا .

التالي السابق


الخدمات العلمية