المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
924 [ 475 ] وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع ، يقول : اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ، ومن عذاب القبر ، ومن فتنة المحيا والممات ، ومن فتنة المسيح الدجال .

وفي رواية : إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ . . . . الحديث .

رواه أحمد (2 \ 477)، والبخاري (1377)، ومسلم (588) (128 و 130)، وأبو داود (983)، والنسائي (3 \ 58) .


وقوله : ومن فتنة المحيا والممات ; أي : الحياة والموت ، ويحتمل زمان ذلك ; لأن ما كان معتل العين من الثلاثي فقد يأتي منه المصدر ، والزمان والمكان ، بلفظ واحد ، ويريد بذلك : محنة الدنيا وما بعدها . ويحتمل أن يريد بذلك : حالة الاحتضار ، وحالة المساءلة في القبر ، فكأنه لما استعاذ من فتنة هذين المقامين ، سأل التثبت فيهما ، كما قال تعالى : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة [ إبراهيم :27 ] والله أعلم . وقد تقدم القول في المسيح الدجال في الإيمان .

التالي السابق


الخدمات العلمية