المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
941 [ 485 م ] وعنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد لله رب العالمين ، ولم يسكت . .

قال الشيخ أبو العباس : ذكره مسلم منقطعا ، فقال : وحدثت عن يحيى بن حسان ، وهو أحد الأربعة عشر حديثا المنقطعة الواقعة في كتابه ، وقد وصله أبو بكر البزار . رواه مسلم (599)، وانظر مسند أبي عوانة (2 \ 99)، والسنن الكبرى للبيهقي (2 \ 196) .


[ ص: 216 ] (60) ومن باب : السكوت بين التكبير والقراءة

قوله : سكت هنيئة قبل أن يقرأ ; هنيئة بضم الهاء ، وياء التصغير ، وهمزة مفتوحة - كحطيئة - رواية الجمهور ، وعند الطبري : هنيهة ، يبدل من الهمزة هاء ، تصغير هنة ، وهن ، وهنة ; كناية عن أسماء الأجناس ، هذا هو المعروف . وقد رأيت لأبي الحسن بن خروف : هن ، كناية عن كل اسم نكرة عاقل ; كفلان في الأعلام . وفيه لغتان : هنوك ، وهنك .

وسكوته - صلى الله عليه وسلم - هنا - إنما كان للدعاء ، كما بينه - صلى الله عليه وسلم - ، فلا حجة فيه لمن يرى أنه سكوت الإمام ، حتى يقرأ من خلفه الفاتحة ، وبدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يسكت إذا [ ص: 217 ] نهض في الركعة الثانية . وهذا الدعاء منه - صلى الله عليه وسلم - على جهة المبالغة في طلب غفران الذنوب ، وتبرئته منها ، وقد تقدم القول في باقي الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية