[ ص: 247 ] وقوله : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في الرمضاء ; أي : شدة ما يلقون من حر الأرض المحماة بالشمس في أقدامهم إذا صلوا .
وقوله : " فلم يشكنا " ; أي : لم يسعف طلبنا ، ولم يجبنا إلى مطلوبنا ، يقال : شكوت إلى فلان : إذا رفعت إليه حاجتك ، وأشكيته : إذا نزعت عنه الشكوى . وأشكيته : إذا ألجأته إلى الشكوى ، كما قال :
تشكي المحب وتشكو وهي ظالمة كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان
ويحتمل : أن يكون هذا منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يؤمر بالإبراد ، ويحتمل أن يحمل على أنهم طلبوا زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد فلم يجبهم إلى ذلك . وقد قال ثعلب في قوله : " فلم يشكنا " : أي : فلم يحوجنا إلى الشكوى ، ورخص لنا في الإبراد ، حكاه عنه القاضي أبو الفرج ، وعلى هذا تكون الأحاديث كلها متواردة على معنى واحد .