المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
982 [ 505 ] وعن خباب قال : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في الرمضاء فلم يشكنا .

قال زهير : قلت لأبي إسحاق : أفي الظهر ؟ قال : نعم . قلت : أفي تعجيلها ؟ قال : نعم .

رواه أحمد (5 \ 108)، ومسلم (619)، والنسائي (1 \ 247)، وابن ماجه (675) .


[ ص: 247 ] وقوله : شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة في الرمضاء ; أي : شدة ما يلقون من حر الأرض المحماة بالشمس في أقدامهم إذا صلوا .

وقوله : " فلم يشكنا " ; أي : لم يسعف طلبنا ، ولم يجبنا إلى مطلوبنا ، يقال : شكوت إلى فلان : إذا رفعت إليه حاجتك ، وأشكيته : إذا نزعت عنه الشكوى . وأشكيته : إذا ألجأته إلى الشكوى ، كما قال :


تشكي المحب وتشكو وهي ظالمة كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان



ويحتمل : أن يكون هذا منه - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يؤمر بالإبراد ، ويحتمل أن يحمل على أنهم طلبوا زيادة تأخير الظهر على وقت الإبراد فلم يجبهم إلى ذلك . وقد قال ثعلب في قوله : " فلم يشكنا " : أي : فلم يحوجنا إلى الشكوى ، ورخص لنا في الإبراد ، حكاه عنه القاضي أبو الفرج ، وعلى هذا تكون الأحاديث كلها متواردة على معنى واحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية