المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1009 (73) باب

تأخير العشاء الآخرة

[ 523 ] عن عائشة قالت : أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى نام أهل المسجد ، ثم خرج فصلى ، فقال : إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي .

وفي رواية : لولا أن يشق .

رواه أحمد (6 \ 150)، والبخاري (569)، ومسلم (638) (219)، والنسائي (1 \ 267) .


[ ص: 264 ] (73) ومن باب : تأخير العشاء الآخرة

[ قول عائشة : " أعتم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة " ; أي : أخر العشاء الآخرة إلى عتمة الليل] وهي ظلمته - . وذات ليلة ; أي : ليلة من الليالي . وهذا يدل : على أن غالب أحواله كان يقدمها رفقا بهم ، ولئلا يشق عليهم ; كما قال في آخر هذا الحديث . وقال الخطابي : إنما أخرهم [ ليقل حظ النوم ، وتطول مدة الصلاة ، فيكثر أجرهم ] ; لأنهم في صلاة ما داموا ينتظرون الصلاة . وقال بعض الحكماء : النوم المحمود مقدار ثمان ساعات .

وقوله : " إنه لوقتها " ; يعني : الأفضل ، ولهذا وشبهه قال مالك : إن تأخير العشاء أفضل . وقيل عنه : تعجيلها أفضل أخذا بالتخفيف ; ولأن التعجيل كان [ ص: 265 ] غالب أحوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها . وقد اختار بعض أصحابنا تقديمها إذا اجتمعوا ، وتأخيرها إذا أبطؤوا ; أخذا بحديث جابر الآتي .

التالي السابق


الخدمات العلمية