المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
1022 (74) باب

التغليس بصلاة الصبح

[ 529 ] عن عائشة ، قالت : إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليصلي الصبح ، فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس .

وفي رواية : متلففات .

رواه أحمد (6 \ 133)، والبخاري (587)، ومسلم (645) (232)، وأبو داود (423)، والترمذي (153)، والنسائي (1 \ 271)، وابن ماجه (669) .


[ ص: 269 ] (74) ومن باب : التغليس بصلاة الصبح

قوله : " متلفعات بمروطهن " ; كذا الرواية الصحيحة بالفاء والعين المهملة ، من التلفع ، وهو تغطية الرأس والجسد . وقد وقع لبعض رواة الموطأ : " متلففات " ; أي : متغطيات . والمروط جمع مرط بكسر الميم ، وهو الكساء .

وقوله : " ما يعرفن من الغلس " ; هو بقايا ظلمة الليل يخالطها بياض الفجر ، قاله الأزهري . وقال الخطابي : الغبش - بالباء والشين المعجمة - قبل الغبس - بالسين المهملة - وبعده الغلس - باللام - وكلها في آخر الليل ، ويكون الغبش في أول الليل [أيضا] .

وقوله : " ما يعرفن " ; أي : هن نساء أم رجال . وقيل : لا تعرف أعيانهن وإن عرف أنهن نساء ، وإن كن متكشفات الوجوه . وهذا يدل على أن الغالب من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح إنما كان في أول الوقت ، وكذا قال ابن عباس : ثم كانت [ ص: 270 ] صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات ، لم يعد إلى أن يسفر " . ويفيد هذا أن صلاة الصبح في أول وقتها أفضل ، وهو مذهب مالك والشافعي وعامة العلماء ، خلا الكوفيين ، فإن آخر وقتها عندهم أفضل .

التالي السابق


الخدمات العلمية