صفحة جزء
( وهو ) أي السبب قسمان . أحدهما ( وقتي ) وهو ما لا يستلزم في تعريفه للحكم حكمة باعثة ( كزوال ) الشمس ( ل ) وجوب الـ ( ظهر ) فإنه يعرف به وقت الوجوب من غير أن يستلزم حكمة باعثة على الفعل ( و ) القسم الثاني ( معنوي ) وهو ما ( يستلزم حكمة باعثة ) في تعريفه للحكم الشرعي ( كإسكار ) فإنه أمر معنوي جهل علة ( لتحريم ) كل مسكر ، وكوجود الملك .

فإنه جعل سببا لإباحة الانتفاع . وكالضمان ، فإنه جعل سببا لمطالبة الضامن بالدين ، وكالجنايات . فإنها جعلت سببا لوجوب القصاص ، أو الدية . قال الآمدي : السبب عبارة عن وصف ظاهر منضبط دل الدليل الشرعي على كونه معرفا [ ص: 141 ] لثبوت حكم شرعي طرديا ، كجعل زوال الشمس سببا للصلاة ، أو غير طردي كالشدة المطربة ، سواء اطرد الحكم معه أو لم يطرد ، لأن السبب الشرعي يجوز تخصيصه ، وهو المسمى تخصيص العلة ، إذ لا معنى لتخصيص العلة إلا وجود حكمها في بعض صور وجودها دون بعض ، وهو عدم الاطراد .

التالي السابق


الخدمات العلمية