صفحة جزء
( أو ) ( أو ) حرف عطف وتأتي ( لشك ) نحو قوله تعالى ( { لبثنا يوما أو بعض يوم } ) والفرق بينها وبين " إما " التي للشك : أن الكلام مع " إما " لا يكون إلا مبنيا على الشك بخلاف " أو " فقد يبني المتكلم كلامه على اليقين ، ثم يدركه الشك ( و ) تأتي ل ( إبهام ) ويعبر عنه أيضا بالتشكيك ، نحو قام زيد أو عمرو . إذا علمت القائم منهما . ولكن قصدت الإيهام على المخاطب . فهذا تشكيك من جهة المتكلم ، وإبهام من جهة السامع ( و ) تأتي " أو " أيضا ل ( إباحة ) نحو جالس الحسن ، أو ابن سيرين ( و ) تأتي أيضا ل ( تخيير ) نحو خذ دينارا أو درهما . ومنه تزوج هندا أو أختها .

ومنه قوله تعالى ( { فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة } ) وحديث الجبران { في الماشية شاتان أو عشرون درهما } والفرق بينهما : امتناع الجمع في التخيير ، وجوازه في الإباحة ( و ) تأتي " أو " أيضا ل ( مطلق جمع ) كالواو نحو قوله تعالى ( { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } ) على رأي الكوفيين ( و ) تأتي أيضا ل ( تقسيم ) نحو الكلمة اسم أو فعل أو حرف . وعبر عنه ابن مالك بالتفريق .

وقال : إنه أولى من لفظ التقسيم ( و ) تأتي " أو " أيضا ( بمعنى إلى ) نحو لألزمنك أو تقضيني حقي ( و ) تأتي [ ص: 84 ] أيضا بمعنى ( إلا ) نحو لأقتلن الكافر أو يسلم ، أي إلا أن يسلم . ومنه قول الشاعر :

وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما

أي إلا أن تستقيم ( و ) تأتي أيضا " أو " بمعنى ( إضراب ) ، ( كبل ) ومثلوه أيضا بقوله تعالى ( { أو يزيدون } ) على رأي من لم يجعلها في الآية لمطلق الجمع

التالي السابق


الخدمات العلمية