صفحة جزء
( الباء ) ( الباء ) تكون ( لإلصاق حقيقة ) نحو أمسكت الحبل بيدي ( ومجازا ) نحو مررت بزيد فإن المرور لم يلصق به ، وإنما ألصق بمكان يقرب من زيد ، ومعنى الإلصاق : أن يضاف الفعل إلى الاسم ، فيلصق به بعد ما كان لا يضاف إليه لولا دخولها ، نحو خضت الماء برجلي ، ومسحت برأسي ، والباء لا تنفك عن الإلصاق ، إلا أنها قد تتجرد له ، وقد يدخلها مع ذلك معنى آخر ، ولهذا لم يذكر لها سيبويه معنى غيره ( ولها معان ) أخر أحدها : التعدية ، وتسمى باء النقل وهي القائمة مقام الهمزة في تصيير الفاعل مفعولا نحو قوله تعالى ( { ذهب الله بنورهم } ) وأصله : أذهب نورهم .

الثاني : الاستعانة : وهي الداخلة على آلة الفعل ونحوها ، نحو : كتبت بالقلم ، وقطعت بالسكين ، ومنه ( { واستعينوا بالصبر والصلاة } ) الثالث : السببية نحو قوله تعالى ( { فكلا أخذنا بذنبه } ) وأدرج في التسهيل باء الاستعانة في باء السببية .

الرابع : التعليلية ، نحو قوله تعالى ( { فبظلم من الذين هادوا } ) والفرق بينهما : أن العلة موجبة لمعلولها ، بخلاف السبب لمسببه ، فهو كالأمارة الخامس : المصاحبة ، وهي التي يصلح في موضعها " مع " أو يغني عنها وعن مصحوبها الحال [ ص: 85 ] نحو قوله تعالى ( { قد جاءكم الرسول بالحق } ) أي مع الحق ، أو محقا السادس : الظرفية بمعنى في للزمان ، نحو قوله تعالى ( { وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل } ) وللمكان نحو قوله تعالى ( { ولقد نصركم الله ببدر } ) وربما كانت الظرفية مجازية ، نحو بكلامك بهجة .

السابع : البدلية بأن يجيء موضعها بدل ، نحو قوله [ صلى الله عليه وسلم ] في الحديث { ما يسرني بها حمر النعم } أي بدلها الثامن : المقابلة ، وهي الداخلة على الأثمان والأعواض . نحو اشتريت الفرس بألف ، ودخولها غالبا على الثمن . وربما دخلت على المثمن .

قال تعالى ( { ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا } ) ولم يقل : ولا تشتروا آياتي بثمن قليل التاسع : المجاوزة بمعنى " عن " وتكثر بعد السؤال نحو ( { فاسأل به خبيرا } ) وتقل بعد غيره نحو ( { ويوم تشقق السماء بالغمام } ) وهو مذهب كوفي ، وتأوله الشلوبين على أنها باء السببية . العاشر : الاستعلاء ، نحو قوله تعالى ( { ومنهم من إن تأمنه بدينار } ) أي على دينار . وحكاه أبو المعالي في البرهان عن الشافعي رضي الله تعالى عنه الحادي عشر : القسم ، وهو أصل حروفه ، نحو بالله لأفعلن . الثاني عشر : الغاية . نحو { وقد أحسن بي } أي إلي . الثالث عشر : التوكيد وهي الزائدة إما مع الفاعل ، نحو أحسن بزيد ، على قول البصريين أنه فاعل ، أو مع المفعول ، نحو ( { وهزي إليك بجذع النخلة } ) أو مع المبتدأ . نحو بحسبك درهم ، أو الخبر نحو ( { أليس الله بكاف عبده } ) الرابع عشر : التبعيض .

قال به الكوفيون والأصمعي والفارسي وابن مالك نحو ( { عينا يشرب بها عباد الله } ) أي منها . وخرج بعضهم على ذلك قوله تعالى ( { وامسحوا برءوسكم } ) وأنكره ابن جني وغيره . وقال ابن العربي : إنها هنا تفيد فائدة غير التبعيض ، وهو الدلالة على ممسوح به .

قال : والأصل فيه : امسحوا برءوسكم الماء . فتكون من باب القلب . والأصل : رءوسكم بالماء

التالي السابق


الخدمات العلمية