صفحة جزء
( فإن تعارض ظاهر قرآن وسنة وأمكن بناء كل واحد منهما على الآخر ، أو خبران ، مع أحدهما ظاهر قرآن ، و ) مع ( الآخر ظاهر سنة : قدم ظاهرها ) أي : ظاهر السنة في المسألتين ، قال ابن مفلح : فإن تعارض قرآن وسنة ، وأمكن بناء كل منهما على الآخر ، كخنزير الماء . فقال القاضي : ظاهر كلام أحمد : يقدم ظاهر السنة ; لقوله " السنة تفسر القرآن ، وتبينه " قال : ويحتمل عكسه للقطع به ، وذكر أبو الطيب للشافعية وجهين ، وبنى القاضي عليهما خبرين مع أحدهما ظاهر قرآن ، ومع الآخر ظاهر سنة ، ثم ذكر نص أحمد تقديم الخبرين ، وذكر الفخر إسماعيل : أيهما يقدم على روايتين ، وكذا ابن عقيل ، وبنى الأولى عليها . وقال في شرح التحرير : وتحرير ذلك : إذا كان أحد الدليلين سنة ، والآخر كتابا ، فإن أمكن العمل بهما عمل ، وإلا قيل : يقدم الكتاب ، لأنه أرجح ، وقيل : تقدم السنة ; لأنها بيان له ، وهو ظاهر كلام أحمد كما تقدم .

مثاله قوله صلى الله عليه وسلم في البحر { الحل ميتته } فإنه عام في ميتة البحر حتى خنزيره ، مع قوله تعالى { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير } فإنه يتناول خنزير البحر فيتعارض عموم الكتاب والسنة في خنزير البحر ، فقدم بعضهم الكتاب فحرمه ، وقال به من أصحابنا : أبو علي النجاد ، وبعضهم : السنة فأحله ، وهو ظاهر كلام أحمد رضي الله تعالى عنه ، وعليه جماهير أصحابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية