[ حيل في الرهن ] 
المثال الثاني والتسعون : إذا 
أراد أن يقرض رجلا مالا ويأخذ منه رهنا ، فخاف أن يهلك الرهن فيسقط من دينه بقدره عند حاكم يرى ذلك، فالمخرج له أن يشتري العين التي يريد ارتهانها بالمال الذي يقرضه ، ويشهد عليه أنه لم يقبضه ، فإن وثق بكونه عند البائع تركه عنده ، فإن تلف تلف من ضمانه ، وإن بقي تمكن من أخذه منه متى شاء ، وإن رد عليه المال أقاله البائع .  
[ ص: 19 ] وأحسن من هذه الحيلة أن يستودع العين قبل القرض ، ثم يقرضه ، وهي عنده ; فهي في الظاهر وديعة ، وفي الباطن رهن ، فإن تلفت لم يسقط بهلاكها شيء من حقه . 
فإن خاف الراهن أنه إذا وفاه حقه لم يقله البيع ، فالمخرج له أن يشترط عليه الخيار إلى المدة التي يعلم أنه يوفيه فيها على قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14954أبي يوسف   nindex.php?page=showalam&ids=16908ومحمد   nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك   nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد    . 
فإن خاف المرتهن أن يستحق الرهن أو بعضه ، فالمخرج له أن يضمن درك الرهن غير الراهن ، أو يشهد على من يخشى دعواه الاستحقاق بأنه متى ادعاه كانت دعواه باطلة ، أو يضمنه الدرك لنفسه .