صفحة جزء
[ منزلة قول التابعي وتفسيره ]

فإن قيل : فبعض ما ذكرتم من الأدلة يقتضي أن التابعي إذا قال قولا ولم يخالفه صحابي ولا تابعي أن يكون قوله حجة .

فالجواب : أن التابعين انتشروا انتشارا لا ينضبط لكثرتهم ، وانتشرت المسائل في عصرهم ; فلا يكاد يغلب على الظن عدم المخالف لما أفتى به الواحد منهم ، فإن فرض ذلك فقد اختلف السلف في ذلك ، فمنهم من يقول : يجب اتباع التابعي فيما أفتى به ولم يخالفه فيه صحابي ولا تابعي ، وهذا قول بعض الحنابلة والشافعية .

وقد صرح الشافعي في موضع بأنه قاله تقليدا لعطاء ، وهذا من كمال علمه وفقهه رضي الله عنه ، فإنه لم يجد في المسألة غير قول عطاء ، فكان قوله عنده أقوى ما وجد في المسألة ، وقال في موضع آخر : وهذا يخرج على معنى قول عطاء ، والأكثرون يفرقون بين الصحابي والتابعي ، ولا يخفى ما بينهما من الفروق ، على أن في الاحتجاج بتفسير التابعي عن الإمام أحمد روايتين ، ومن تأمل كتب الأئمة ومن بعدهم وجدها مشحونة بالاحتجاج بتفسير التابعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية