صفحة جزء
[ ص: 194 ] ما يترتب على الاختلاف في اشتراط الرؤية ] ثم ذكر الآمدي وابن الحاجب وغيرهما من الأصوليين أن الخلاف في هذه المسألة لفظي ، وليس كذلك ، بل ترتب عليه فوائد : منها : العدالة ، فإن من لا يعد الرائي من جملة الصحابة يطلب تعديله بالتنصيص على ذلك كما في سائر الرواة من التابعين فمن بعدهم ، ومن يثبت الصحبة بمجرد اللقاء لا يحتاج لذلك . ومنها : الحكم على ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم بكونه مرسل صحابي أم لا . فإن الجمهور على قبول مراسيل الصحابة ، خلافا للأستاذ ، فإذا ثبت بمجرد الرؤية كونه صحابيا التحق مرسله بمثل ما روى ابن عباس ، والنعمان بن بشير ، وأمثالهما ، وإن لم نعطه اسم الصحبة كان كمرسل التابعي . ومنها : أن من كان منهم مجتهدا ، أو نقلت عنه فتاوى حكمية ، هل يلتحق ذلك بكونه قول صحابي حتى يكون حجة أم لا ؟ ومنها : هل يعتبر خلافهم لهم ، أو يتوقف إجماعهم على قولهم أو غير ذلك ؟ .

التالي السابق


الخدمات العلمية