[ 
تكليف الجن   ] 
ولا يشترط في التكليف الإنسية بل الجن مكلفون في الجملة ، وقد وقع  
[ ص: 108 ] نزاع بين المتأخرين في أن الجن مكلفون بفروع الدين فقال بعض محققيهم : إنهم مكلفون بها في الجملة لكن لا على حد تكليف الإنس بها ، لأنهم يخالفون الإنس بالحد والحقيقة ، فبالضرورة يخالفونهم في بعض التكاليف . مثاله . أن الجن قد أعطي بعضهم قوة الطيران في الهواء فهو مخاطب بقصد البيت الحرام للحج طائرا ، والإنسان لعدم تلك القوة لا يخاطب بذلك . 
هذا في طرف زيادة تكليفهم على تكليف الإنس ، فكل تكليفه يتعلق بخصوص طبيعة الإنس ينتفي في حق الجن ، لعدم تلك الخصوصية فيهم . 
والدليل على تكليف الجن بالفروع الإجماع على أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بالقرآن إلى الإنس والجن ، وجميع أوامره ونواهيه يتوجه إلى الجنسين ، وقد تضمن ذلك أن 
كفار الإنس مخاطبون بها وكذلك كفار الجن   .