صفحة جزء
تنبيه [ المثنى والمجموع موضوعان ]

لم أر لهم كلاما في المثنى والمجموع ، والظاهر أنهما موضوعان ، لأنهما مفردان وهو الذي يقتضيه حدهم للمفرد ، ولهذا عاملوا جموع التكسير معاملة المفرد في الأحكام . لكن صرح ابن مالك في كلامه على حدها بأنهما غير موضوعين ، ويبعد أن يقال : فرعه على رأيه في عدم وضع المركبات ، لأنه لا تركيب فيها لا سيما أن المركب في الحقيقة إنما هو الإسناد ، وكذا القول في أسماء الجموع والأجناس مما يدل على متعدد ، فالقول بعدم وضعه عجيب ، لأن أكثره سماعي .

وقد صرح ابن مالك بأن شفعا ونحوه مما يدل على اثنين موضوع .

وقال ابن الجويني : الظاهر لي أن التثنية وضع لفظها بعد الجمع لمسيس الحاجة إلى الجمع كثيرا ، ولهذا لم يوجد في سائر اللغات تثنية ، والجمع موجود في كل لغة ، ومن ثم قال بعضهم : أقل الجمع اثنان ، لأن الواضع قال : الشيء إما واحد وإما كثير لا غير ، فجعل الاثنين في حد الكثرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية