صفحة جزء
[ المسألة ] الرابعة عشرة : لا يلزم في الشرط وجوابه أن يكون اللزوم بينهما ضروريا بالعقل ، بل تكفي الملازمة بالوضع ، فإذا قلت : إن جاء زيد أكرمته ، فهذا لازم بالوضع ، أي وضع المتكلم ، وليس بالضرورة الإكرام لازما للمجيء ، وكلام ابن خروف من النحويين يقتضي اللزوم العقلي ; فإنه قدر في قوله تعالى : { وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء } أن المعنى : وأخرجها ، تخرج وإنما قدره كذلك ، لأنه لا يلزم من إدخالها خروجها ، و " تخرج " مجزوم على الجواب ، فاحتاج أن يقدر جوابا لازما وشرطا ملزوما حذفا ، لأنهما نظيرا ما أثبت لكن وقع في تقدير ما لا يفيد ، لأنه يلزم أنه إن أدخلها تدخل . والصواب - وبه قال ابن الصائغ من النحويين - أنه لا حاجة إلى ذلك ، فإن الإدخال سبب في خروجها بيضاء بقدرة الله تعالى : ألا ترى أنه لا يلزم أيضا من إخراجها أن تخرج بيضاء لزوما ضروريا إلا بضرورة صدق الوعد ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية