صفحة جزء
( القسم السادس ) من الدعاء المحرم الذي ليس بكفر وهو أن يطلب الداعي من الله تعالى ثبوت أمر دل السمع الوارد بطريق الآحاد على نفيه وله أمثلة :

( الأول ) أن يقول اللهم اجعلني أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة لأستريح من غمها [ ص: 285 ] ووحشتها مدة من الزمان قبل غيري ، وقد ورد في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام { أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة } فيكون هذا الدعاء ردا على النبوة فيكون معصية .

( الثاني ) أن يقول اللهم اجعلني أول داخل الجنة ، وقد ورد في الصحيح أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم أول داخل الجنة } فيكون هذا الدعاء مضادا لخبر النبوة فيكون معصية .

( الثالث ) أن يقول اللهم اجعل الأغنياء يدخلون الجنة قبل الفقراء لكونه من الأغنياء ، وقد ورد في الصحيح أن { الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام } فيكون هذا الدعاء مضادا للحديث فيكون معصية ولا يكون كفرا لأن الحديث من أخبار الآحاد


حاشية ابن الشاط

قال ( القسم السادس من الدعاء الذي ليس بكفر أن يطلب الداعي من الله تعالى ثبوت أمر دل السمع الوارد بطريق الآحاد على نفيه وله أمثلة الأول أن يقول اللهم اجعلني أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة لأستريح من غمها [ ص: 285 ] ووحشتها مدة من الزمان قبل غيري ، وقد ورد في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام { أنا أول من تنشق عنه الأرض } فيكون هذا الدعاء ردا على النبوة فيكون معصية . الثاني أن يقول اللهم اجعلني أول داخل الجنة ، وقد ورد في الصحيح أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم أول داخل الجنة } فيكون هذا الدعاء مضادا لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم . الثالث أن يقول اللهم اجعل الأغنياء يدخلون الجنة قبل الفقراء لكونه من الأغنياء ، وقد ورد في الصحيح غير ذلك فيكون معصية ) قلت قد سبق أنه لا مضادة بين التكليف بطلب أمر ونفوذ القضاء بعدم وقوعه ومدعي ذلك مطالب بالدليل عليه ولم يأت على ذلك بدليل إلا مجرد دعوى المضادة .

حاشية ابن حسين المكي المالكي

( القسم السادس ) أن يطلب الداعي من الله تعالى ثبوت أمر دل السمع الوارد بطريق الآحاد على نفيه وله أمثلة : منها أن يقول اللهم اجعلني أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة لأستريح من غمها ووحشتها مدة من الزمان قبل غيري ، ومنها أن يقول اللهم اجعلني أول داخل الجنة ، ومنها أن يقول اللهم اجعل الأغنياء يدخلون الجنة قبل الفقراء لكونه من الأغنياء . قال الأصل : فكل أحد من هذه الأدعية الثلاثة مضاد لخبر من أخبار النبوة فيكون معصية لا كفرا ؛ لأن الحديث هنا من أخبار الآحاد أما الأول فلأنه قد ورد في الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام { أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة } .

وأما الثاني فلأنه قد ورد في الصحيح أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم أول داخل الجنة } ، وأما الثالث فلأنه قد ورد في الصحيح أن { الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام } ا هـ وتعقبه ابن الشاط بأنه قد سبق أنه لا مضادة بين التكليف بطلب أمر ما ونفوذ القضاء بعدم وقوعه ومدعي ذلك مطالب بالدليل عليه ولم يأت على ذلك بدليل إلا مجرد دعوى المضادة ا هـ بلفظه والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية