المثال الثالث والعشرون : 
تكفين الأموات على الهيئة المعتادة   - إكراما لهم - واجب . 
وكذلك تطهرهم من النجاسات ، استثني من ذلك الشهداء  
[ ص: 169 ] فإنهم يدفنون في ثيابهم بكلومهم ودمائهم ليقدموا على الله عز وجل على وجه يوجب العطف عليهم والرحمة لهم ، وهذا معلوم بالعادة أن العبد إذا ناضل عن سيده فقتل لأجل مناضلته ثم أحضر إليه ملفوفا في ثيابه مخضبا بدمائه فإنه يعطف عليه ويرحمه ويود مكافأته على صنيعته ، لأنه بذل في طاعته أنفس الأشياء عنده وأحبها إليه ، وكذلك لو رأى عبده مجندلا بالفلاة تأكله السباع والطير لكان عطفه عليه أكثر ، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم { 
nindex.php?page=hadith&LINKID=25121في  nindex.php?page=showalam&ids=135حمزة  رضي الله عنه لما قتل بأحد    : لولا أن تكون سنة لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير   } وكذلك يحشر الشهداء يوم القيامة وجراحاتهم تنعب دما ، ويقارب هذا المعنى المحرم إذا مات فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا .