صفحة جزء
4738 11- باب في القرآن

578 \ 4571 - وعن عبد الله - وهو ابن مسعود رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا تكلم الله تعالى بالوحي سمع أهل السماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا ، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل ، حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم ، قال : فيقولون يا جبريل ماذا قال ربك؟ ، فيقول : الحق، فيقولون : الحق الحق .

[ ص: 302 ] وأخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه بنحوه.


قال ابن القيم رحمه الله: ورواه البخاري والترمذي أيضا من حديث الحميدي، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فسمعها مسترق السمع، [ق255] ومسترقو السمع هكذا بعضهم فوق بعض... وذكر الحديث.

وقد رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عبد الله قوله : إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى [ ص: 303 ] يأتيهم جبريل، فإذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم قال: فيقولون: يا جبريل، ماذا قال ربك؟ قال : فيقول: الحق، قال فينادون : الحق، الحق .

وقد روي هذا مرفوعا، وليس فيه : "سمع أهل السماء للسماء"، وهو الحديث الذي ذكره أبو داود.

وروى البيهقي من حديث نعيم بن حماد: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن [ابن] أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله أن يوحي بأمره تكلم بالوحي، وإذا تكلم بالوحي أخذت السماوات رجفة - أو قال رعدة - شديدة، خوفا من الله عز وجل، فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا، وخروا لله سجدا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من [ ص: 304 ] وحيه بما أراد، فيمضي جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سأله ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل؟، فيقول جبريل: قال الحق وهو العلي الكبير، قال: فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله سبحانه من السماء والأرض" .

وقال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن أبي صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه ، يعني القرآن، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.

وقد رواه عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي: يحتمل أن يكون جبير بن نفير رواه عنهما جميعا.

[ ص: 305 ] وروى علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وذلك أنه منه . رواه البيهقي من طريقين: أحدهما: من حديث الحماني، عن إسحاق بن سليمان الرازي، حدثنا الجراح، عن علقمة.

والثاني: من حديث يعلى بن المنهال السكوني، عن إسحاق بن سليمان به.

والجراح: هو الجراح بن الضحاك الكندي.

ورواه أيضا من حديث حامد بن محمود عن إسحاق به.

[ ص: 306 ] ورواه يحيى بن أبي طالب، عن إسحاق بن سليمان فجعل آخره من قول أبي عبد الرحمن مبينا، وتابعه على ذلك غيره.

وقد روى عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي، أعطيته أفضل ثواب السائلين، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه .

وقد روي هذا المعنى- ، وهو: فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه - من حديث أبي هريرة، ولكن في إسناده عمر الأبح، وقد ضعف.

التالي السابق


الخدمات العلمية