صفحة جزء
4775 599 \ 4607 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس معنا في المسجد يحدثنا، فإذا قام قمنا قياما ، حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه ، فحدثنا يوما، فقمنا حين قام ، فنظرنا إلى أعرابي قد أدركه ، فجبذه بردائه فحمر رقبته ، - قال أبو هريرة : وكان رداء خشنا - ، فالتفت، فقال الأعرابي : احمل لي على [ ص: 348 ] بعيري هذين ، فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا وأستغفر الله ، لا وأستغفر الله ، لا وأستغفر الله ، لا أحمل لك حتى تقيدني من جبذتك التي جبذتني ، فكل ذلك يقول له الأعرابي : والله لا أقيدكها - فذكر الحديث - قال : ثم دعا رجلا، فقال له : احمل له على بعيريه هذين، على بعير شعيرا ، وعلى الآخر تمرا، ثم التفت إلينا فقال : انصرفوا على بركة الله .

وأخرجه النسائي.

وقال الدارقطني: تفرد به محمد بن هلال، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وسئل الإمام أحمد بن حنبل، عن محمد بن هلال، الذي يروي عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ثقة، وقال مرة: ليس به بأس، قيل: أبوه؟ قال: لا أعرفه. وسئل أبو حاتم الرازي عن محمد بن هلال؟ قال: صالح، وأبوه ليس بمشهور.


قال ابن القيم رحمه الله: وقد أخرجاه في "الصحيحين" من حديث أنس قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء .

وفي "الصحيحين"، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس [ ص: 349 ] الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب .

وفي "الصحيحين"، عن أبي هريرة : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا، قال: لا تغضب .

وفي "الصحيحين"، عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحياء لا يأتي إلا بخير .

وفيهما، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحياء شعبة من الإيمان .

وفي "الصحيحين"، عن أبي سعيد قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه في وجهه .

التالي السابق


الخدمات العلمية