صفحة جزء
4859 [ ص: 358 ] 609 \ 4692 - وعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك، فقال رجل : يا رسول الله ، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى ، قال : كفارة لما يكون في المجلس .

وأخرجه النسائي.


قال ابن القيم رحمه الله: هذه ثلاثة أحاديث ذكرها أبو داود في كفارة المجلس.

فأما حديث عبد الله بن عمرو فموقوف عليه.

وأما حديث أبي هريرة فهو معروف بموسى بن عقبة، عن سهيل ، عن أبيه، عن أبي هريرة: قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث من تأمله لم يشك أنه من شرط الصحيح; وله علة فاحشة:

حدثني أبو نصر الوراق قال: سمعت أبا [حامد] أحمد القصار يقول: سمعت مسلم بن الحجاج، وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري، فقبل [ق263] بين عينيه وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلام، حدثنا مخلد بن يزيد الحراني، [ ص: 359 ] أخبرنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن سهيل، عن [أبيه، عن] أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس، فما علته؟

قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح، ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلا أنه معلول; حدثنا به موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا سهيل، عن عون بن عبد الله قوله.

قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل.

وأما الحديث الذي رواه أبو داود من حديث أبي برزة الأسلمي: فإسناده حسن، رواه عن عثمان بن أبي شيبة، والجرجرائي، عن عبدة بن سليمان، عن الحجاج بن دينار، عن أبي هاشم، عن أبي العالية، عن أبي برزة، والحجاج بن دينار صدوق، وثقه غير واحد، وأبو هاشم: هو الرماني، من رجال "الصحيحين".

[ ص: 360 ] وفي الباب حديث عائشة، رواه الليث، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة، عن عائشة قالت : ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال: لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، فقلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت ؟ فقال: إنه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له، ما كان في ذلك المجلس . رواه الحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح الإسناد.

ورواه النسائي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب عنه.

ولهذا الحديث أيضا علة، وهي أن قتيبة خالف شعيبا فيه، فقال: عن الليث، عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن رجل من أهل الشام، عن عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلس يكثر أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت ... وساق الحديث. ذكره النسائي.

[ ص: 361 ] ورواه من حديث خالد بن أبي عمران، عن عروة، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا، أو صلى صلاة تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن الكلمات ؟ فقالت: إن تكلم بخير، كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . رواه عن أبي بكر بن إسحاق، أخبرنا أبو سلمة الخزاعي، [عن خلاد بن سليمان] عن خالد به.

ورواه في "الكبير" من حديث خالد بن أبي عمران أيضا، عن عروة، عن عائشة قالت : ما جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا قط، ولا تلا قرآنا، ولا صلى إلا ختم ذلك بكلمات، [قالت: فقلت: يا رسول الله ، أراك ما تجلس مجلسا، ولا تتلو قرآنا، ولا تصلي صلاة إلا ختمت بهؤلاء الكلمات؟]، قال : نعم، من قال خيرا ختم له طابع على ذلك الخير، ومن قال شرا كن له كفارة: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .

التالي السابق


الخدمات العلمية