صفحة جزء
4885 614 \ 4717 - وعن أبي عبد الله الجشمي عن جندب -وهو ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه - قال : جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ، ثم دخل المسجد فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى راحلته، فأطلقها ثم ركب، ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا تشرك في رحمتنا أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتقولون هو أضل أم بعيره ، ألم تسمعوا إلى ما قال؟ قالوا : بلى .


قال ابن القيم رحمه الله: وإدخال أبي داود هذا الحديث هنا يريد به: أن ذكر الرجل بما فيه في موضع الحاجة، ليس بغيبة مثل هذا.

ونظيره ما تقدم من حديث عائشة المتفق عليه : ائذنوا له فبئس أخو العشيرة . بوب عليه البخاري : "باب غيبة أهل الفساد والريب".

[ ص: 366 ] وذكر في الباب عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن فلانا وفلانا يعرفان من ديننا شيئا .

وفي الباب حديث فاطمة بنت قيس، لما خطبها معاوية وأبو جهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما معاوية: فصعلوك، وأما أبو جهم: فلا يضع العصا عن عاتقه .

وقالت هند للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح .

وقال الأشعث بن قيس للنبي صلى الله عليه وسلم: في خصمه : إنه امرؤ فاجر .

وقال الحضرمي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في خصمه : إنه رجل فاجر لا يبالي ما حلف عليه، وليس يتورع من شيء رواه مسلم.

وقد رد النبي صلى الله عليه وسلم غيبة مالك بن الدخشم وقال للقائل : إنه منافق لا يحب الله ورسوله: " لا تقل ذاك " .

ورد معاذ بن جبل غيبة كعب بن مالك لما قال الرجل فيه عند النبي [ ص: 367 ] صلى الله عليه وسلم : حبسه برداه، والنظر في عطفيه، فقال معاذ: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم . والحديثان متفق عليهما.

وقد أخرج الترمذي، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رد، عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة . قال: هذا حديث حسن.

التالي السابق


الخدمات العلمية