صفحة جزء
1876 13 - باب استلام الأركان

119 \ 1795 - وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن [ ص: 370 ] اليماني والحجر في كل طوفة، .

قال : وكان عبد الله بن عمر يفعله .

وأخرجه النسائي . وفي إسناده عبد العزيز بن أبي رواد، وفيه مقال.


قال ابن القيم رحمه الله: وقد روى ابن حبان في "صحيحه" عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مسح الحجر والركن اليماني يحط الخطايا حطا .

وروى النسائي من حديث حنظلة بن أبي سفيان قال: رأيت طاوسا يمر بالركن، فإن وجد عليه زحاما مر ولم يزاحم، فإن رآه خاليا قبله ثلاثا، ثم قال: رأيت ابن عباس فعل مثل ذلك، ثم قال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب فعل مثل ذلك، ثم قال عمر: إنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم قال عمر رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل مثل ذلك ، وترجم عليه النسائي: كم يقبل الحجر ؟ .

وفي النسائي عن عمر: أنه قبل الحجر الأسود والتزمه، وقال: رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفيا .

[ ص: 371 ] وفي النسائي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الحجر الأسود من الجنة .

وفي "صحيح أبي حاتم" عن نافع بن شيبة الحجبي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو مسند ظهره إلى الكعبة: الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، ولولا أن الله طمس نورهما، لأضاءا ما بين المشرق والمغرب .

وفي "صحيحه" أيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهدان لمن استلمه يوم القيامة بحق .

وفي "صحيحه" أيضا عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليبعثن الله هذا الركن يوم القيامة له عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد لمن استلمه بالحق .

وأخرج النسائي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالبيت على راحلته، فإذا انتهى إلى الركن أشار إليه .

[ ص: 372 ] وفي "الصحيح" عن ابن عمر: أنه سئل عن استلام الحجر ؟ فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلمه ويقبله . رواه البخاري.

وهذا يحتمل الجمع بينهما، ويحتمل أنه رآه يفعل هذا تارة وهذا تارة.

وقد ثبت تقبيل اليد بعد استلامه: ففي "الصحيحين" أيضا عن نافع قال: رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده، ثم قبل يده، وقال: ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .

فهذه ثلاثة أنواع صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم: تقبيله، وهو أعلاها، واستلامه، وتقبيل يده، والإشارة إليه بالمحجن وتقبيله، لما رواه مسلم عن أبي الطفيل قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت، ويستلم الحجر بمحجن معه، ويقبل المحجن .

وقد روى الإمام أحمد في "مسنده" عن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا عمر إنك رجل قوي، لا تزاحم على الحجر، إن وجدت خلوة فاستلمه، وإلا فاستقبله، وهلل، وكبر .

وأما الركن اليماني، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استلمه، من رواية ابن عمر وابن عباس، وحديث ابن عمر في "الصحيحين": لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 373 ] يمس من الأركان إلا اليمانيين . وحديث ابن عباس في الترمذي.

وقد روى البخاري في "تاريخه" عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استلم الركن اليماني قبله .

وفي "صحيح الحاكم" عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل الركن اليماني، ويضع خده عليه وهذا المراد به الأسود، فإنه يسمى يمانيا مع الركن الآخر، يقال لهما: اليمانيين، بدليل حديث عمر في تقبيله الحجر الأسود خاصة وقوله: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك ، فلو قبل الآخر لقبله عمر. وفي النفس من حديث ابن عباس هذا شيء وهل هو محفوظ أم لا ؟.

التالي السابق


الخدمات العلمية