صفحة جزء
2364 12- باب السواك للصائم

213 \ 2263 - عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أعد ولا أحصي

وأخرجه الترمذي ، وقال: حسن. هذا آخر كلامه. وفي إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تكلم فيه غير واحد . وذكر البخاري هذا الحديث في "صحيحه " معلقا في الترجمة فقال: ويذكر عن عامر بن ربيعة.


قال ابن القيم رحمه الله: وقد روى ابن ماجه من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من خير خصال الصائم السواك "

قال البخاري: وقال ابن عمر: " يستاك أول النهار وآخره "

وقال زياد بن حدير: " ما رأيت أحدا أدأب سواكا وهو صائم من عمر، [ ص: 32 ] رضي الله عنه، أراه قال: بعود قد ذوي " رواه البيهقي.

ولو احتج عليه بعموم قوله: صلى الله عليه وسلم " لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، لكانت حجة، وبقوله: صلى الله عليه وسلم ": السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "، وسائر الأحاديث المرغبة في السواك من غير تفصيل.

ولم يجئ في منع الصائم منه حديث صحيح.

قال البيهقي وقد روي عن علي بإسناد ضعيف: " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي؛ فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كانتا نورا بين عينيه يوم القيامة "

وروى عمر بن قيس عن عطاء عن أبي هريرة قال: " لك السواك إلى العصر، فإذا صليت العصر فألقه، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [ ص: 33 ] لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " وهذا - لو صح عن أبي هريرة - فالثابت عن عمر وابن عمر يخالفه، والذين يكرهونه يخالفونه أيضا، فإنهم يكرهونه من بعد الزوال، وأكثر أهل العلم لا يكرهونه.

والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية