صفحة جزء
109 - الخامس عشر : عن أنس رضي الله عنه قال : غاب عمي أنس بن النضر رضي الله عنه عن قتال بدر فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين . لئن الله أشهدني قتال [ ص: 48 ] المشركين ليرين الله ما أصنع . فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال : اللهم أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر ، إني أجد ريحها من دون أحد ! قال سعد : فما استطعت يا رسول الله ما صنع ! قال أنس : فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل ومثل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه . قال أنس : كنا نرى - أو نظن - أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه إلى آخرها متفق عليه .

قوله :« ليرين الله» روي بضم الياء وكسر الراء : أي ليظهرن الله ذلك للناس وروي بفتحهما ومعناه ظاهر، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية