صفحة جزء
524 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم قال : يا حكيم إن هذا المال خضر حلو : فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى . قال حكيم : فقلت : يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال : يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه . فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي . متفق عليه .

[ ص: 152 ] "يرزأ" براء ثم زاي ثم همزة : أي لم يأخذ من أحد شيئا، وأصل الرزء : النقصان : أي لم ينقص أحدا شيئا بالأخذ منه . و «إشراف النفس» تطلعها وطمعها بالشيء . و «سخاوة النفس» هي عدم الإشراف إلى الشيء والطمع فيه والمبالاة به والشره .

التالي السابق


الخدمات العلمية