[ ص: 211 ] المبحث الحادي عشر: 
إذا قال: هذا وقف على قومي، أو رحمي 
وفيه مطلبان: 
المطلب الأول: إذا قال: هذا وقف على قومي 
وفيه مسألتان: 
المسألة الأولى: 
تعريف القوم لغة: 
القوم: الجماعة من الرجال والنساء جميعا، وقيل: هو للرجال خاصة دون النساء، ويقوي ذلك قوله تعالى: 
يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن أي: رجال من رجال ولا نساء من نساء، فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء، وكذلك قول زهير: 
وما أدري وسوف إخال أدري أقوم آل حصن أم نساء 
 [ ص: 212 ] وقوم كل رجل شيعته وعشيرته، وروي عن أبي العباس النفر والقوم والرهط هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء. 
قال 
ابن الأثير:  «القوم في الأصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء، ولذلك قابلن به وسموا بذلك; لأنهم قوامون على النساء بالأمور التي ليس للنساء أن يقمن بها. 
قال 
الجوهري:  «القوم الرجال دون النساء لا واحد له من لفظه ، قال : وربما دخل النساء فيه على سبيل التبع; لأن قوم كل نبي رجال ونساء والقوم يذكر ويؤنث; لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كانت للآدميين تذكر وتؤنث مثل رهط ونفر وقوم، قال تعالى: 
وكذب به قومك فذكر، وقال تعالى: 
كذبت قوم نوح فأنث، قال: فإن صرت لم تدخل فيها الهاء، وقلت: قويم ورهيط ونفير، وإنما يلحق التأنيث فعله ويدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الإبل والغنم ; لأن التأنيث لازم له، وأما جمع التكسير مثل جمال ومساجد، وإن ذكر وأنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت» ، وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13247ابن سيده:  وقوله تعالى: 
كذبت قوم نوح المرسلين إنما أنت على معنى كذبت جماعة قوم نوح، وقال المرسلين: وإن كانوا كذبوا نوحا وحده; لأن من كذب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها.