الجامع لأحكام الوقف والهبات والوصايا

خالد المشيقح - أ.د/ خالد بن علي بن محمد المشيقح

صفحة جزء
المبحث الثالث: الشرط الثالث: أن يكون الموصي قاصدا

( وصية المخطئ )

المخطئ هو: من سبق لسانه إلى اللفظ بما لا يريد التلفظ به.

يشترط أن يكون الموصي قاصدا الوصية، مريدا لها، غير مخطئ باتفاق الأئمة.

قال الكساني : "ومنها رضا الموصي; لأنها إيجاب ملك، أو ما يتعلق بالملك، فلا بد فيه من الرضا كإيجاب الملك بسائر الأشياء، فلا تصح وصية الهازل، والمكره، والخاطئ; لأن هذه العوارض تفوت الرضا".

1 - لقوله تعالى: وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به

وهي عامة في كل خطأ; لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

2 - وقال تعالى أيضا: إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم

والمخطئ غير راض بوصيته.

3 - ما رواه ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه" .

[ ص: 356 ] 4 - حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات" .

والمخطئ لم يقصد الوصية ظاهرا، وباطنا.

5 - ولأنها إيجاب ملك، أو ما يتعلق بالملك، فلا بد فيه من الرضا كإيجاب الملك بسائر الأشياء.

[ ص: 357 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية