التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

والشمس وضحاها : قال مجاهد: {ضحاها} : ضوؤها، قتادة: نهارها، قال الفراء: وكذلك الضحى هو النهار كله، وهو اختيار الطبري.

[ ص: 112 ] والمعروف عند العرب: أن (الضحى) إذا طلعت الشمس، وبعيد ذلك قليلا، فإذا زاد; فهو (الضحاء) ; بالمد.

وقوله: والقمر إذا تلاها : قيل: معناه: والقمر إذا تبع الشمس في النصف الأول من الشهر، إذا غربت الشمس; تلاها القمر بالطلوع، وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب، قاله ابن زيد.

قتادة: إنما ذلك لليلة الهلال، إذا سقطت الشمس; رئي الهلال.

الفراء: {تلاها} : أخذ منها، يذهب إلى أن القمر يأخذ من ضوء الشمس.

وقوله: والنهار إذا جلاها : قيل: الضمير في {جلاها} للشمس; والمعنى: أنه يبين بضوئه جرمها.

الفراء: المعنى: جلى الظلمة، ولم يتقدم لها ذكر; لأن المعنى معروف، وقيل: المعنى: جلى الدنيا، وقيل: الأرض.

وقوله: والليل إذا يغشاها أي: يغشى الشمس بظلمته عند سقوطها.

[ ص: 113 ] وقوله: والسماء وما بناها : قيل: معناه: وبنائها، قاله قتادة، واختاره المبرد، وقيل: المعنى ومن بناها، قاله مجاهد والحسن، [واختاره الطبري.

وقوله: والأرض وما طحاها : {طحاها} و {دحاها} سواء، قاله مجاهد والحسن]، والمعنى: بسطها.

وقوله: ونفس وما سواها : قيل: المعنى: وتسويتها، وقيل: المعنى: ومن سواها، وهو الله عز وجل.

مجاهد: {سواها} : سوى خلقها.

وقوله: فألهمها فجورها وتقواها أي: عرفها طريق الفجور والتقوى، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما.

مجاهد: المعنى: عرفها الطاعة والمعصية.

وقوله: قد أفلح من زكاها أي: من زكى نفسه بالعمل الصالح، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما، وقيل: قد أفلح من زكى الله نفسه; أي: أصلحها.

وقد خاب من دساها : أصله: (دسسها) ; والمعنى: من دسس نفسه; [ ص: 114 ] أي: أخفاها بالمعاصي، وقيل: المعنى: من دسى الله نفسه.

وقوله: كذبت ثمود بطغواها : (الطغوى) : مجاوزة الحد من الفساد.

مجاهد: المعنى: بعصيانها، وقيل: المعنى: بعذابها الذي وعدت به، سمي (طغوى) ; لأنه طغا عليهم، وروي معناه عن ابن عباس.

محمد بن كعب: المعنى: كذبت ثمود بأجمعها.

إذ انبعث أشقاها أي: أشقى القبيلة.

فقال لهم رسول الله يعني: صالحا: ناقة الله وسقياها ; أي: احذروا ناقة الله وسقياها; أي: وشربها.

فكذبوه فعقروها : قيل: المعنى: فعقروها، وكذبوه، [وقيل: المعنى: فكذبوه] أنها ناقة الله، فعقروها.

وقوله: فدمدم عليهم ربهم أي: دمر، وقال الفراء: أرجف، وحقيقة (الدمدمة) : تضعيف العذاب، وترديده.

ومعنى (سواها) : سوى بينهم العقوبة; أي: أهلكهم كلهم، وقيل: سوى الدمدمة عليهم.

وقوله: ولا يخاف عقباها قيل: المعنى: فدمدم عليهم ولا يخاف تبعة [ ص: 115 ] الدمدمة، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد.

الضحاك، والسدي: لم يخف الذي عقرها عقبى ما صنع.

التالي السابق


الخدمات العلمية