التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

والليل إذا يغشى : [أي: إذا يغشى النهار]، وقيل: يغشى كل شيء بظلمته.

والنهار إذا تجلى} أي: انكشف ضوؤه.

وما خلق الذكر والأنثى : قيل: معناه: وخلق الذكر والأنثى، وقيل: المعنى: والذي خلق الذكر والأنثى.

أبو عمرو: أهل مكة يقولون للرعد: (سبحان ما سبحت له!) .

[ ص: 118 ] وقوله: إن سعيكم لشتى : هذا جواب القسم; والمعنى: أن منكم مطيعا، ومنكم عاصيا.

وقوله: وصدق بالحسنى أي: بالخلف من الله على نفقته، عن ابن عباس وعكرمة.

مجاهد، والحسن: بالجنة.

والضحاك: بتوحيد الله عز وجل.

أبو عبد الرحمن السلمي: (الحسنى) : لا إله إلا الله.

وتقدم معنى فسنيسره لليسرى ، وروي: أن هذا نزل في أبي بكر رضي الله عنه حين اشترى تسعة كانوا في أيدي المشركين لله عز وجل، ونزل وأما من بخل واستغنى في أبي سفيان.

و (العسرى) : النار، قاله الضحاك وغيره; والمعنى: للحال العسرى.

ومعنى بخل واستغنى أي: بخل بالإنفاق في سبيل الله، واستغنى عن ثوابه.

[ ص: 119 ] ابن عباس: هو من أغناه الله; فبخل بالزكاة.

وقوله: وما يغني عنه ماله إذا تردى أي: إذا تردى في النار.

مجاهد: هو من (ردي) ; إذا هلك.

وقوله: إن علينا للهدى أي: للهدى والضلال; فحذف.

قتادة: المعنى: إن علينا بيان الحلال والحرام، وقيل: المعنى: إن علينا أن نهدي من سلك سبيل الهدى.

وإن لنا للآخرة والأولى يعني: ملكهما جميعا، الفراء: يعني: ثوابهما.

وقوله: فأنذرتكم نارا تلظى أي: تتوقد.

لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى يعني: أنها نار مخصوصة للكفار.

وقيل: في الكلام حذف دل عليه غير هذا الموضع من القرآن; والمعنى: لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى، ومن عصى، وإن لم يكذب.

وقيل: هو على تقدير حذف الواو; والمعنى: إلا الأشقى، والذي كذب وتولى; كما حكي عن العرب: (أكلت خبزا لحما) .

وقيل: المعنى: لا يصلاها إلا الأشقى من الكفار، والعاصين الذين هم غير كفار، ثم أعاد ذكر الكفار; تأكيدا وتنبيها أنهم أشقى الأشقياء.

وقيل: إن معنى لا يصلاها} : لا يخلد فيها.

[ ص: 120 ] الفراء: {الأشقى} : الشقي في علم الله، قال: ومعنى {كذب} : قصر، مأخوذ من قولهم: (حمل فلان على فلان، فما كذب) .

وقوله: الذي يؤتي ماله يتزكى أي: يتطهر من الذنوب.

وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى أي: ليس يتصدق ليجازى على نعمة، وإنما يبتغي وجه ربه الأعلى.

الفراء: المعنى: ليس يتصدق ليجازى على صدقته; فهو مقلوب; والمعنى: وما له عند أحد من نعمة تجزى.

قال عبد الله بن الزبير: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

التالي السابق


الخدمات العلمية