التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

أصل (الشرح) : الفتح، فشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم هو ما جعل فيه من النور واليقين، وقيل: هو ما جاء في الخبر من شق بطن النبي صلى الله عليه وسلم، وغسل قلبه.

وقوله: ووضعنا عنك وزرك أي: حططنا عنك ثقل آثام الجاهلية.

الذي أنقض ظهرك أي: أثقله حتى سمع نقيضه; أي: صوته.

ورفعنا لك ذكرك أي: جعله عز وجل مع ذكره في الأذان وغيره، روي معناه عن الحسن، ومجاهد، وغيرهما.

وقوله: فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا : روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لن يغلب عسر يسرين"، ومعنى ذلك: أن {العسر} الثاني هو الأول، فهو مكرر; [ ص: 126 ] لأنهما معرفتان، و (اليسر) منكر، ففي تثنيته الفائدة، فالثاني غير الأول.

وقيل: المعنى: إن مع العسر يسرا الساعة، إن مع العسر يسرا في المستقبل.

وقوله: فإذا فرغت فانصب : قال ابن عباس: إذا فرغت من فرضك; فانصب إلى عبادة ربك.

الحسن: إذا فرغت من غزوك وجهادك; فتعبد الله.

ابن مسعود: فانصب في قيام الليل، فهو على هذا ندب، أو مخصوص للنبي عليه الصلاة والسلام، أو منسوخ.

مجاهد: إذا فرغت من أمور دنياك; فانصب; أي: فصل.

وقوله: وإلى ربك فارغب أي: فارغب في أمور دنياك وأخراك.

التالي السابق


الخدمات العلمية