التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

الهاء في إنا أنزلناه : للقرآن، وأضمر قبل الذكر; لأن القرآن في حكم سورة واحدة.

وقيل: الهاء ضمير المنزل، ودل عليه: {أنزلناه} .

وقيل: المعنى: إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر.

وقيل: بل نزل به جبريل عليه السلام جملة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، وقد تقدم ذكر ذلك.

وسميت ليلة القدر ; لتقدير الله تعالى فيها ما يشاء من أمره، وقيل: سميت بذلك; لعلو قدرها.

وقوله: {ليلة القدر خير من ألف شهر : قال مجاهد: العمل فيها خير من العمل [ ص: 138 ] في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وقيل: المعنى: أنها يقدر فيها من المنافع والأرزاق ما لا يقدر مثله في ألف شهر.

وقيل: المعنى: خير من ألف شهر رمضان يصومها.

وقوله: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر : {الروح} : جبريل عليه السلام.

ومعنى من كل أمر : من كل أمر فيه الآجال، ،الأرزاق، والأعمال، وقيل: المعنى: بكل أمر; فـ {من} بمعنى الباء.

والوقف على {أمر} تمام، وروي ذلك عن نافع وغيره.

وقوله: سلام هي حتى مطلع الفجر أي: سلام هي من الشر، عن قتادة.

مجاهد: سلام هي من أن يحدث فيها ما يحدث في غيرها، ولا يستطيع شيطان أن يعمل فيها شيئا.

وقيل: يعني: نزول الملائكة بالسلامة من الخير والبركة إلى مطلع الفجر.

وقيل: يعني: سلام الملائكة بعضهم على بعض فيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية