التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

تبت يدا أبي لهب وتب أي: خسرت يداه، وخسر، فالأول: فيه معنى الدعاء، والثاني: خبر محض; المعنى: وقد تب، [وخص اليدين; لأن العمل أكثر ما يكون بهما.

و (أبو لهب) : هو عم النبي صلى الله عليه وسلم]، و {وامرأته} : أم جميل أخت أبي سفيان.

قال ابن عباس: علا النبي صلى الله عليه وسلم الصفا، فصاح: {يا صباحاه} ، فاجتمعت قريش، فقالوا: ما شأنك؟ فقال: {أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم، أو ممسيكم; أما كنتم تصدقونني؟} ، قالوا: بلى، قال: فإني نذير لكم بين يدي [ ص: 184 ] عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تبا لك، ألهذا دعوتنا؟! فأنزل الله عز وجل هذه السورة.

وقيل: إن أبا لهب أراد أن يرمي النبي صلى الله عليه وسلم بحجر، فمنعه الله من ذلك، وأنزل: تبت يدا أبي لهب ; للمنع الذي وقع به.

وقوله: ما أغنى عنه ماله وما كسب : يجوز أن تكون استفهاما، و {ما} الثانية: يجوز أن تكون بمعنى: (الذي) ، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدرا.

ومعنى وما كسب : ما كسب من جاه، وقال مجاهد: من ولد.

سيصلى نارا ذات لهب وامرأته : يجوز أن تكون {امرأته} معطوفة على المضمر في {سيصلى} ، ويجوز أن تكون مبتدأة، والخبر: {حمالة الحطب} في من رفع، وهو مذكور فيما بعد.

قال ابن عباس: كانت امرأة أبي لهب تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة.

عكرمة، ومجاهد، وغيرهما: معناه: تمشي بالنميمة.

[ ص: 185 ] وقيل: المعنى: حمالة الخطايا والذنوب، من قولهم: (فلان يحطب على نفسه) .

وقيل: المعنى: حمالة الحطب في النار.

وقيل: إنها عيرت النبي عليه الصلاة والسلام بالفقر، وهي تحتطب في حبل، وتجعله في جيدها; أي: في عنقها، و (المسد) : الليف، وجمع (الجيد) : (أجياد) ، و (المسد) : (أمساد) .

[أبو عبيدة: هو حبل يكون من ضروب].

وقيل: هي حبال من شجر تنبت باليمن، تسمى (المسد) .

قتادة: المعنى: قلادة من ودع.

مجاهد: هي سلسلة، ذرعها سبعون ذراعا.

وقيل: هو حبل من نار، ويكون في عنقها في جهنم.

عكرمة: هي الحديدة التي في وسط البكرة.

وقيل: (المسد) : الفتل.

التالي السابق


الخدمات العلمية