التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
التفسير:

ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: {الفلق} : الصبح; وذلك لأن عموده ينفلق بالضياء عن الظلام، وعن ابن عباس أيضا: {الفلق} : الخلق، ومنه: فالق الحب والنوى [الأنعام: 95].

وعنه أيضا: {الفلق} : سجن في جهنم.

كعب: هو بيت في جهنم.

ابن جبير: هو جب فيها.

وقوله: من شر ما خلق : فيه دليل على أن الله عز وجل خالق كل شيء، كانت {ما} بمعنى: (الذي) أو مصدرا.

ولا يصح قول من زعم أن القراءة: {من شر ما خلق} ; بالتنوين; لأنه لم [ ص: 194 ] يأت عن أحد من القراء، ولفساده في العربية; لأنه يقدم {من} على {خلق} ، وهي متعلقة به; إذ التقدير عنده: ما خلق من شر، فيقدم ما بعد النفي عليه، وذلك غير جائز عند سائر النحويين.

وقوله: ومن شر غاسق إذا وقب : قال ابن عباس ومجاهد، وغيرهما: يعني: الليل إذا دخل.

وروت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: {أنه القمر} ، ووجه ذلك: التعوذ مما ابتلي به قوم من الكفر من أجله.

ابن زيد: (الغاسق) : الثريا، تكثر الطواعين عند طلوعها.

الزهري: هو الشمس إذا غربت.

ابن قتيبة: هو القمر إذا دخل في ساهوره، وذلك إذا خسف، وكل شيء اسود; فقد غسق.

[ ص: 195 ] قتادة: معنى {وقب} : غاب.

ومعروف في اللغة: (وقب) ; إذا دخل، و (غسق) : أظلم، فالليل إذا دخل في ظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا غاب، أو خسف، والنجم إذا دخل في الليل، فيجوز أن تعم الآية التعوذ من ذلك كله.

وقوله: ومن شر النفاثات في العقد يعني: السواحر، يعقدن الحرير وغيره في سحرهن، وينفثن فيه.

وروي: أن نساء سحرن النبي عليه الصلاة والسلام في إحدى عشرة عقدة; فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية.

و (النفث) : بالفم، قريب من (النفخ) ، ولا يكون إلا مع ريق، و (التفل) : قريب منه.

قال ابن زيد: كن من اليهود; يعني: السواحر المذكورات.

وقيل: هن بنات لبيد بن الأعصم.

[ ص: 196 ] قتادة: النفاثات في العقد : الرقى.

التالي السابق


الخدمات العلمية