التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
فأما الهمزة التي يأتي بها قالون بعد اللام في عادا الأولى ; فإن قدرتها مؤنثة (الأول); فأصل (أولى): (وولى)، فقلبت الواو الأولى همزة; لانضمامها، واجتماع واوين، ثم همزت الواو الثانية حين ألقيت الحركة، على لغة من يهمز كل واو ساكنة انضم ما قبلها، حسب ما قدمناه في قراءة من همز: (السوق)، وقد قيل: إن اشتقاق (أولى) من (وأل)، فمذكره: (أوأل)، ومؤنثه: (وؤلى)، فقلبت الواو همزة، فاجتمعت همزتان، فأبدلت الثانية واوا، فلما ذهبت الأولى حين نقلت حركتها; أرجعت الثانية.

فأما وجه السكوت على الساكن; فهو أنه إذا كان قبل الهمزة ساكن [ ص: 231 ] سالم; كانت الهمزة معرضة للحذف; بتقدير إلقاء حركتها على الساكن، [فسكت على الساكن]; ليتأكد تحقيق الهمزة بانفصالها منه، ولأن الهمزة ثقيلة تخرج بكلفة; كما تقدم، وأمكن ما تخرج إذا كانت مبتدأة.

وإذا كان قبلها حرف مد ولين; فالمدة تقوم مقام الحركة، فاستغنى عن السكوت، ومن سكت على حروف المد واللين; فلخفائهن عند الهمزة، ففرق بينهن، ولأنهن قد تلقى على الواو والياء منهن الحركة، فيكون حكمهن حكم حروف السلامة، [وجاء أيضا إلقاء الحركة على الألف، وقلبها همزة متحركة، وعليه قراءة من قرأ: {ولا الضألين} [الفاتحة: 7] ].

التالي السابق


الخدمات العلمية