فأما (كلا); فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه فيها إلى أنه اسم مفرد بمنزلة (معى)، موضوع للتثنية، وألفها مختلف فيها; قال قوم: هي منقلبة عن ياء، فالإمالة فيها على هذا القول ظاهرة، وذهب قوم إلى أنها منقلبة عن واو، فإمالتها على هذا من أجل الكسرة; كـ (الكبا)، وقد بسطت القول فيها في “الكبير”.
فأما الوقف على
كلتا [الكهف: 33]; فتجوز الإمالة فيه في قول من جعل تاءها مبدلة من واو، وألفها للتأنيث، ومن ذهب إلى أن التاء للتأنيث، والألف للتثنية; فالوقف على قوله بالفتح.
[ ص: 266 ] وألف
إناه [الأحزاب: 53] منقلبة عن ياء; لأنهم قالوا في مصدره: (أني زيد).
و
طغى [طه: 24]: فيها لغتان: (طغوت)، و (طغيت)، وقد رويت إمالته عن
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي.
وأما
على [البقرة: 5]، و
إلى [البقرة: 14]، و
لدا [يوسف: 25]; فلا خلاف في فتحها، فـ
على و
إلى حرفان، لا أصل لهما في الإمالة، و
لدا : ظرف غير متمكن بمعنى: (عند)، ألفه مجهولة، وكتبن بالياء; لانقلاب ألفاتهن مع المضمر ياء، وقيل: لشبههن مع المضمر التثنية في نحو: (غلاميك)، وقيل: لشبههن (قضيت) و (رميت) في انقلاب الألف ياء في المضمر، ولم يملن كما أميل الذي شبهن به; لأن المشبه بالشيء لا يكون مثله في كل أحكامه; إذ لا يقوى قوته.
و
حتى [البقرة: 55] حرف، وألفها مجهولة، وكتبت بالياء; لأن ألفها رابعة، وقيل: كتبت بالياء; ليفرق بين دخولها على [الظاهر، ودخولها على] المضمر،
[ ص: 267 ] وكان المضمر أولى بالألف; لأن الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها.
وإمالة الألف من (خطايا) دلالة على الياء، وقد ذكرت اعتلالها في “الكبير”.
وأما
إمالة الراء من تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في الوصل; فهي دلالة على الألف الساقطة الممالة، حسب ما تقدم في
رأى القمر [الأنعام: 77].
فهذه جملة مختصرة من القول في علل إمالة الألفات، وبالله التوفيق.
فأما هاء التأنيث; فجازت الإمالة فيها; لشبهها بألف التأنيث من حيث اتفقتا في علامة التأنيث، وقرب المخرج، والخفاء، والضعف.