التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
فأما (كلا); فذهب سيبويه فيها إلى أنه اسم مفرد بمنزلة (معى)، موضوع للتثنية، وألفها مختلف فيها; قال قوم: هي منقلبة عن ياء، فالإمالة فيها على هذا القول ظاهرة، وذهب قوم إلى أنها منقلبة عن واو، فإمالتها على هذا من أجل الكسرة; كـ (الكبا)، وقد بسطت القول فيها في “الكبير”.

فأما الوقف على كلتا [الكهف: 33]; فتجوز الإمالة فيه في قول من جعل تاءها مبدلة من واو، وألفها للتأنيث، ومن ذهب إلى أن التاء للتأنيث، والألف للتثنية; فالوقف على قوله بالفتح.

[ ص: 266 ] وألف إناه [الأحزاب: 53] منقلبة عن ياء; لأنهم قالوا في مصدره: (أني زيد).

و طغى [طه: 24]: فيها لغتان: (طغوت)، و (طغيت)، وقد رويت إمالته عن حمزة والكسائي.

وأما على [البقرة: 5]، و إلى [البقرة: 14]، و لدا [يوسف: 25]; فلا خلاف في فتحها، فـ على و إلى حرفان، لا أصل لهما في الإمالة، و لدا : ظرف غير متمكن بمعنى: (عند)، ألفه مجهولة، وكتبن بالياء; لانقلاب ألفاتهن مع المضمر ياء، وقيل: لشبههن مع المضمر التثنية في نحو: (غلاميك)، وقيل: لشبههن (قضيت) و (رميت) في انقلاب الألف ياء في المضمر، ولم يملن كما أميل الذي شبهن به; لأن المشبه بالشيء لا يكون مثله في كل أحكامه; إذ لا يقوى قوته.

و حتى [البقرة: 55] حرف، وألفها مجهولة، وكتبت بالياء; لأن ألفها رابعة، وقيل: كتبت بالياء; ليفرق بين دخولها على [الظاهر، ودخولها على] المضمر، [ ص: 267 ] وكان المضمر أولى بالألف; لأن الإضمار يرد الأشياء إلى أصولها.

وإمالة الألف من (خطايا) دلالة على الياء، وقد ذكرت اعتلالها في “الكبير”.

وأما إمالة الراء من تراءى الجمعان [الشعراء: 61] في الوصل; فهي دلالة على الألف الساقطة الممالة، حسب ما تقدم في رأى القمر [الأنعام: 77].

فهذه جملة مختصرة من القول في علل إمالة الألفات، وبالله التوفيق.

فأما هاء التأنيث; فجازت الإمالة فيها; لشبهها بألف التأنيث من حيث اتفقتا في علامة التأنيث، وقرب المخرج، والخفاء، والضعف.

التالي السابق


الخدمات العلمية