التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

العامل في (يوم) من قوله: (يوم تبيض وجوه) : (عظيم) ، ولا يعمل فيه (عذاب) ; لأنه موصوف قد فصلت صفته بينه وبين معموله، ويجوز أن تعمل فيه الجملة; لأنها بمعنى: يعذبون يوم تبيض.

[ ص: 112 ] ومن قرأ: (تبياض) و (تسواد) ; فهما فعلان مبنيان على (افعال) .

(ليسوا سواء) : اسم (ليس) مضمر فيها، و (سواء) : خبرها.

وقوله: (من أهل الكتاب أمة) : ابتداء وخبر.

و (أمة) في قول أبي عبيدة : اسم (ليس) ، و (سواء) : الخبر، على لغة من قال: (أكلوني البراغيث) .

وأجاز الفراء رفع (أمة) بـ(سواء) ، وعمل (سواء) قبيح; إذ ليس بجار على الفعل، مع أنه لا يعود على اسم (ليس) من خبرها شيء.

(وهم يسجدون) : نعت لـ(أمة) غير متصل بها، ولكنه من المعدول بالعطف; كقوله: (جاءني زيد الكريم والعاقل، أو حال من المضمر في(قائمة) ، أو من (أمة) ، إذا رفعتها بـ (سواء) ; لأنها قد قويت بالنعت.

(يؤمنون بالله) : نعت لـ(أمة) ، أو حال من المضمر في (يسجدون) ، أو المضمر في (يتلون) ، أو في (قائمة) ، وكذلك ما عطف عليه، ويجوز أن يكون ذلك مستأنفا.

[ ص: 113 ] [(آناء الليل) : ظرف زمان.

(لا يألونكم خبالا) : نعت لـ(بطانة) ]، وكذلك (ودوا) ، أو يكون (ودوا) حالا إن أضمرت معه (قد) .

(هاانتم أولاء) أي: ها أنتم الذين، فـ (أولاء) بمعنى: (الذين) ، و (تحبونهم) : صلته.

ويجوز أن يكون (أنتم) ابتداء، و (أولاء) : الخبر، و (تحبونهم) : حالا، التقدير: (انظروا إلى أنفسكم محبين لهم) .

ومن قرأ: (يضركم) ; فهو من (ضار يضير) ، ومنه: (قالوا لا ضير) [الشعراء: 50].

ومن قرأ: (لا يضركم) ; فهو من (ضر يضر) ، ويجوز أن يكون مرفوعا على تقدير إضمار الفاء، المعنى: فلا يضركم، وقد تقدم القول في حذفها، أو يكون مرفوعا على نية التقديم قبل (وإن تصبروا) ، كما قال: [من الرجز] [ ص: 114 ]

يا أقرع بن حابس يا أقرع إنك إن يصرع أخوك تصرع

ويجوز أن يكون مجزوما، وضمت الراء; لالتقاء الساكنين، على إتباع الضم الضم، وكذلك قراءة من فتح الراء على أن الفعل مجزوم، وفتح لالتقاء الساكنين; لخفة الفتح.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية