التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

من رفع (ولا يجد له) ; استأنف، ومن جزمه; عطفه على ما قبله.

والقول في (يدخلون) و (يدخلون) ظاهر.

وقد تقدم القول في (ما) من قوله: وما يتلى عليكم في الكتاب .

ومن قرأ: (ييامى النساء) بياءين; أراد: (أيامى) ، فقلب الهمزة ياء، كما قلبت الياء همزة في قولهم: (قطع الله أده) ، وأصل (أيامى) : (أيائم) ، جمع (أيم) ، فقدمت اللام، وأخرت العين، فصار: (أيامى) ، فأبدل من الكسرة فتحة، ومن الياء ألفا; فهي (فيالع) منقولة عن (فياعل) .

وإن امرأة خافت : رفع (امرأة) عند سيبويه: بإضمار فعل ، وعند غيره: بالابتداء.

ومن قرأ: (يصالحا) ; فوجهها: أن المعروف في كلام العرب إذا كان

[ ص: 367 ] بين قوم تشاجر: أن يقال : (تصالح القوم) ، ولا يقولون: (اصلح القوم) ، ولو كان على (اصلح) ; لكان مصدره: (اصلاحا) .

ومن قرأ: (يصلحا) ; فقد استعمل مثله في التشاجر والتنازع، كما قال:

فأصلح بينهم ، و أو إصلاح بين الناس .

و نصب قوله: (صلحا) على هذه القراءة على أنه مفعول به، وهو اسم; مثل: (العطاء) من (أعطيت) ، فـ (أصلحت صلحا) ; مثل: (أصلحت أمرا) ، وكذلك هو مفعول أيضا على قراءة من قرأ: (يصالحا) ; لأن (تفاعل) قد جاء متعديا ، ويحتمل أن يكون مصدرا حذفت زوائده.

ومن قرأ: (يصلحا) ; فالأصل (يصتلحا) ، ثم صارت إلى (يصطلحا) ، ثم أبدلت الطاء صادا، وأدغمت فيها الصاد، ولم تبدل الصاد طاء; لما فيها من امتداد الصفير.

وتقدم القول في (تلووا) .

[ ص: 368 ] وبناء (والكتاب الذي نزل) ، وصاحبيه للفاعل، وبناؤه للمفعول: متقاربان.

(ألم نستحوذ) : جاء مصححا على أصله، ولا يقاس عليه، وقد جاء:

استحذت.

(يراءون الناس) ، و (يرؤون الناس) : متقاربان، كأن (يرؤون) :

يحملون الناس على أن يروهم، و (يراءون) : يتعرضون لأن يروهم.

و (المذبذب) بكسر الذال: المهتز القلق; فالمعنى: يخفون تارة إلى هؤلاء، وتارة إلى هؤلاء، ومن فتح الذال; فهو اسم مفعول، وهما يرجعان إلى معنى.

ما يفعل الله بعذابكم : (ما) : استفهام في موضع نصب بـ(فعل) .

التالي السابق


الخدمات العلمية