التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

صفحة جزء
الإعراب:

(قل أرأيتكم): مذهب البصريين: أن الكاف والميم للخطاب، لا حظ لهما في الإعراب، ومذهب الكسائي وغيره من الكوفيين: أن الكاف نصب بوقوع [ ص: 596 ] الرؤية عليها; والمعنى: أرأيتم أنفسكم، فإذا كانت للخطاب كانت (إن) من قوله: (إن أتاكم) في موضع نصب بأنه في موضع مفعول (رأيت)، وإذا كانت اسما في موضع نصب; فـ ( إن) في موضع المفعول الثاني.

ومن أثبت الهمزة محققة في (أرأيت); جاء به على الأصل، ومن خففها; فإنه استثقلها حين دخلت الكلمة همزة أخرى، فاجتمع ثقل الهمزتين وثقل الحرف الذي بينهما; بما فيه من التكرير، ومن حذف الهمزة; فهو تخفيف أيضا، ومذهب مشهور للعرب، وقد ذكرته في أصول القراءات في «الكبير»، وستراه مختصرا في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

إن أتاكم عذاب الله بغتة : (بغتة): حال، ولا يقاس عليه عند سيبويه، لا يقال: (جاء زيد سرعة); يريد: مسرعا.

[ ص: 597 ] فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ; أي: فهلا، فهي (لولا) التي للتحضيض، والفرق بينها وبين (لولا) التي يمتنع بها الشيء لوجوب غيره: أن التي للتحضيض تدخل على الفعل; نحو: لولا أخرتني [المنافقون: 10]، والأخرى تدخل على الاسم.

هل يهلك إلا القوم الظالمون : لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه: التسوية المضمنة بالنفي، ولا تكون التسوية بـ (هل) إلا في النفي خاصة، وتكون التسوية بألف الاستفهام في كل معنى.

وقوله: (بالغداة والعشي) وجه قراءة من قرأ: (بالغدوة): ما ذكره سيبويه والخليل من جواز: (أتيتك اليوم غدوة) بالتنوين; بمنزلة: (ضحوة)، فكأنه قدر فيه التنكير والشياع، ثم أدخل حرف التعريف، وأكثر ما تستعمل (غدوة) معرفة على أنه اسم للحين، تقول: (لقيته يوما من الأيام غدوة)، فلا ينصرف; للتعريف والتأنيث، وقراءة الجماعة: (بالغداة)، لأنها نكرة عرفت بالألف واللام.

وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا : العامل في (إذا) قوله: (قل); أي: [ ص: 598 ] قل لهم: سلام عليكم; إذا جاءوك.

أنه من عمل منكم سوءا بجهالة : من كسر (أنه) في الموضعين; فعلى الاستئناف، والجملة مفسرة لـ (الرحمة)، وحكم ما بعد الفاء الابتداء.

ومن فتحهما جميعا; فالأولى: في موضع نصب على البدل من (الرحمة)، التقدير: كتب ربكم على نفسه أنه من عمل، والثانية: يجوز أن تكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف، التقدير: فله أنه غفور رحيم; أي: فله غفرانه، أجازه أبو حاتم، ولا يجيز سيبويه الابتداء بـ (أن) المفتوحة، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف، التقدير: فأمره أنه غفور رحيم.

ومن فتح الأولى وكسر الثانية; جعل الأولى بدلا من (الرحمة)، واستأنف الثانية; لأنها بعد الفاء.

ومن كسر الأولى، وفتح الثانية; استأنف الأولى، وجعل الثانية [ ص: 599 ] مبتدأة، أو خبر مبتدأ، كما تقدم.

ومن قرأ: (ولتستبين); بالتاء، ونصب (سبيل); فالمعنى: ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين، ومن قرأ: بالرفع; فعلى أن (السبيل) هي الفاعلة، والتاء والياء مع الرفع سواء; لأن (السبيل) يذكر ويؤنث.

ومن قرأ: (يقص الحق); جاز أن يكون (الحق) مفعولا، وجاز أن يكون نعتا لمصدر محذوف; التقدير: يقص القصص الحق، وكذلك يجوز لمن قرأ بالضاد معجمة.

ولا حبة في ظلمات الأرض : معطوف على اللفظ، ولو رفع على الحمل على موضع (من ورقة); لجاز، وعلى ذلك وجه قراءة من قرأ: ولا رطب ولا يابس); بالرفع.

التالي السابق


الخدمات العلمية